مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/24/2021 01:13:00 ص

شعوبٌ بائدة لكن حضارتهم خالدة (البابليون)
 شعوبٌ بائدة لكن حضارتهم خالدة (البابليون) 
تصميم الصورة وفاء مؤذن
لنكمل ما بدأناه عن حضارة البابليون ...

 تأسيس الدولة البابلية:

تأسست |مدينة بابل| في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، على يد "الأموريين" بقيادة "سومو – آبوم" الذي بدأ ببناء| أسوار بابل|،

 ولكن "حمورابي" كان أول المنتبهين لوضع المدن المجاورة، فسيطر على أضيق منطقة بين نهري دجلة والفرات، ما جعل بابل أهم مدن المنطقة،

 ثم أصبحت بابل في عهده أقوى دول بلاد الرافدين، فأصبحت تسيطر على كامل الأراضي التي سيطرت عليها الدولتان الأكادية والسومرية.

العلوم عند البابليين:

برع البابليون في الزراعة والري والتجارة، فتطلب منهم ذلك معرفةً كبيرةً بأسس الحساب والهندسة والجبر، فتطور لديهم علم الرياضيات، واستخدموا النظام الستّيني، 

أما الطب فقد ارتبط عندهم بالسحر، فاستخدموا الرقى السحرية والأدوية النباتية لعلاج المرضى،

 كذلك تطور عندهم فن العمارة والزخرفة وفن النحت والموسيقى بالإضافة إلى شهرتهم الكبيرة في |علم الفلك|.

علم الفلك عند البابليين:

 قسّم البابليون| دائرة البروج| إلى اثني عشر برجاً، واستطاعوا التنبؤ بظاهرتي الخسوف والكسوف، فعلموا بأن السنة 365 يوماً، قسّموها إلى الأشهر المعروفة حتى الأن،

 وقسّموا اليوم إلى أربعٍ وعشرين ساعة، وصنعوا أجهزةً خاصةً لقياس الزمن مثل السّاعات المائية والمزولة، كما اهتموا بدراسة الكواكب لأنهم اعتبروها آلهة، وربطوا بينها وبين مختلف الظواهر الطبيعية، واعتقدوا بأنها تؤثر في حياة الناس،

 ومن هنا بدأت فكرة الأبراج والتنجيم.، كما بنوا المراصد الفلكية العالية حول القصر الملكي.

فن النحت والرسم عند البابليين:

نبش| علماء الآثار| والباحثون في مدينة بابل وحولها مجموعةً كبيرةً من التماثيل للملوك والآلهة البابلية، وعدداً من اللوحات الفنية التي تُجسّد معارك وأساطير معينة، بالإضافة إلى الكثير من الأدوات المنزلية المزخرفة والحلي والأسلحة والأدوات المزينّة، وكلها تعكس تطور فن النحت والرسم عند البابليين رغم وسائلهم وأدواتهم البسيطة،

 أما اللوحات الملونة التي اكتشفت فلا ينقصها إلا أن تنطق لدقتها وتقانة صانعها، ومعظم تلك المكتشفات موجودةٌ اليوم في |متحف اللوفر| الفرنسي وفي المتحف البريطاني، وقد استعملت تلك التماثيل واللوحات لتزيين الجدران ومداخل القصور والمعابد.

فن البناء والانشاء والعمارة عند البابليين:

يعتبر البابليين من أعظم البنائيين في التاريخ، ويظهر ذلك في جمال مدنهم وفخامة مبانيهم، ولا ننسى بأن أسوار بابل وحدائقها المعلقة تعتبر من أعاجيب الدنيا القديمة، 

أما المعابد والقصور فقد كانت في قمة الفخامة والجمال ولا ننسى الأبنية الدينية (الزقورات) التي بنيت على شكل هرمٍ بسبع طبقاتٍ غالباً،

 حيث طليت كل طبقةٍ بلونٍ محددٍ يشير إلى أحد الكواكب "الآلهة"، ومن أبرزها معبد "بيلوس" المعروف اليوم باسم "بئر نمرود"، ولكن جميع تلك المباني قد انهارت بفعل الزمن وعوامل الطبيعة، لأنها لم تُبنَ من الحجارة بل من الطوب والآجر.

وصف مختصر لحدائق بابل المعلقة:

تشير النصوص المكتشفة إلى أنها بنيت في زمن "بختنصّر" تكريماً لحبيبته، وقد كانت جدرانها بسماكة سبعة أمتارٍ من الطوب الأخضر، وبلغ ارتفاعها أكثر من 111 متر، وتوسطها طريقٌ يصل عرضه إلى 25 متراً لمرور المشاة والمركبات، وكلها مغطاةً بطبقة من القصب والأشجار المتنوعة، فكانت تبدو للقادم من بعيد وكأنها جنائن معلقةٌ في السماء، ومن هنا اكتسبت اسمها.


اقرأ المزيد...

⌛ بقلمي سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.